الحرب الفاضلة - بقلم السيد صابر

الحرب الفاضلة

لابد من لحظة حرب فاصلة
لابد من اندلاع الحرب في يوم من الأيام

لابد من المعركة، من الواجهة، من المبارزة بالسيف
لابد من الجراح، من الهزيمة
ولابد من الانتصار.

إنها الحرب التي لابد أن تندلع لكي يعم السلام بعدها
وكلنا فيها محاربون.

كلنا في حرب دائماً من اجل أهدافنا
كلنا نحارب دائماً من اجل الغنائم والمكاسب وإحراز الانتصارات
ومن اجل الفوز بلقب المنتصر وإشهار سيف الانتصار.

ولا يمكن للهارب أن يفوز، ولا يمكن للفائز أن يهرب
ولا يمكن للحرب أن تستمر، إذ لا بد للانتصار أن يُحرز
ولا يمكن أن يستمر السلام، إذ لا بد للحرب أن تندلع.

فلا يمكن أن يستمر السلام مع الصديق، مع الأخ، مع الجار، مع الزوجة، وحتى مع الأب والأم
وكذلك علي كل صعيد
إذ لا بد للسلام أن يتجدد
هذه حقيقة
وكل خلافاتنا مع اقرب الناس إلينا ما هي إلا الحرب وقد حان وقتها
نخوضها من أجل شيء ما، أو من أجل التخلص من شيء ما

إنها سُنّة من سُنن الطبيعة الإنسانية
سر من أسرار الروح الطواقة إلي السلام
إنها سر التجدد، سر الانتعاش النفسي والروحي
سر الوجود الإنساني علي هذا الكوكب.

فإذا كانت كذلك
فلماذا نستنكرها ؟
ولماذا لا نؤمن بوجوبها وبحقيقتها ؟
ولماذا نخشاها ونخشى لحظة اندلاعها ؟
ولماذا نخسر فيها رفقائنا ؟
ولماذا لا نجعلها حربٌ فاضلة ؟

حربٌ لا يوجد فيها غش وخداع
حربٌ لا يوجد فيها كره وغل وضغائن
حربٌ فاضلة
مقدسة
أهدافها السلام
العمار
الحب
دستورها القيم النبيلة
الأخلاق
المبادئ السامية الراقية
النقاء

لأننا بشر
نخطأ ليل نهار في حق أنفسنا وفي حق الآخرين
ولا يمكن أن نكبت بداخلنا إسائة الآخرين إلينا إلي الأبد
كما لا يمكن أن نكبت أخطائنا التي لم تُغتفر في حق أنفسنا وفي حق اقرب الناس إلينا

لابد من لحظة انفجار
ولابد أن نكون مدركين لهذا جيدا
وإذا كان لابد من الانفجار، فعلينا أن نسيطر عليه
حتى لا ينسف أحلامنا
فنحدد نحن موعدة
وندق طبول الحرب التي ستخلصنا من السموم المكبوتة فينا
فنصارح من يُسيئوا إلينا ونواجههم بعيوبهم ونمنحهم الفرصة لتعديل سلوكهم
ولنحارب كل من يحاول سرقة أحلامنا ولنهزمه
ولنحطم كل ما يحول بيننا وبين تحقيق ذواتنا

وإذا كان لابدٌ من حمل السيف
فلتكن سيوفنا طاهرة
مقدسة
تضرب بحكمة وقوة ورحمة الله
ولندعو الله أن يجعلها كذلك
لتفتح دروب الخير لكل البشر
ولندعو الله أن يجعل هزائمنا دروساً نتعلم منها

ولنثبت للجميع أن سيوفنا المقدسة لم تصدأ بعد
وأننا قادرون علي نشر نور الفضيلة علي هذا الكوكب
ولنحصل من فضائلنا علي أقصى ما تعطي
ولنعلّم الآخرين ذلك أيضاً
ولنجعلهم رفقائنا
ولنعلّمهم أيضاً أن حربنا فاضلة لان النمر لا يخاف الضبع
لأنه يعرف انه الأقوى.

تحياتي لكم
وشكراً جزيلا علي القراءة
السيد صابر
sayedosaber@gmail.com