الطريق الآخر لحياة أفضل الطريق الآخر لحياة أفضل
recent

آخر الأخبار

recent
الدورات التدريبية
جاري التحميل ...

كتب لازالت في مكتبتي – بقلم/ السيد صابر

كتب لازالت في مكتبتي – بقلم/ السيد صابر


من الأشياء التي أفتخر بها انني أقرأ منذ كنت في الصف الثاني الابتدائي

قصص جحا وحماره والسندباد البحري وعلاء الدين وغيرهم، ومن ضمن هذة القصص قصة لازلت احفظها بالنص الي الآن هي قصة العصفور السعيد 

احفظها بالكامل، والي الآن أرويها لأصدقائي في أوقات المرح بنفس الأسلوب الذي حفظتها به وانا صغير هكذا " خرج الثعلب من جحره يبحث عن طعام يأكله، فرأى وزه فقال في نفسه إن لحم هذة الوزة لذيذ فلماذا لا أأكلها؟، اقترب الثعلب من الوزة في بطئ ولكن الوزة الذكية أحست به فطارت... " :) الي نهاية رحلة الثعلب في الغابة حتى التقى بالعصفور السعيد :)

هذة القصة لا توجد في مكتبتي الآن ولكنها محفورة في عقلي

لكن الي الآن توجد قصص فلاش وفرفش من مرحلة الابتدائية، باوراقها المصفرة وغلافها المفقود، انظر إليها الآن فاجد نفسي وانا صغير، الألغاز التي عكفت علي حلها بالكامل، الدرجات التي اعطيتها لنفسي، كنت اعطي لنفسي الدرجات بعدل، فهناك الغاز اعطيت لنفسي فيها 8 من 10 واخرى 10 من 10 ولم اكن أعطي لنفسي ما لم تستحق،ولا اعرف لماذا احتفظت بهذة الكتب الي الآن

ربما كان مبرري للاحتفاظ بها ان أورثها لأخي الصغير وأبناء أخوتي، وربما لأنني اعشق الكتب ولا استطيع التفريط فيها، وربما انا مثل كثير من كانزي الكتب الذين يكنزون الكتب في مكتباتهم حتى يثبتوا لزوارهم انهم مثقفين، كلها احتمالات وارده

وكتب اخرى كنت اقرأها في مرحلة الاعدادية، وكانت عبارة عن قصص رجل المستحيل أدهم صبري وحكاياته المخابراتيه الآسره، وروايات مصرية للجيب التي كانت منتشرة جدا في أيامي تلك واعتقد أنها لازالت الي الآن تجذب اليها عشاق القراءة من الجيل السعيد جيل الاعدادي والثانوي

وفي مرحلة الثانوي كنت أقرأ للدكتور مصطفى محمود رويات وكتب كانت تأخذني مواضيعة الفلسفية، ويرجع سبب حبي للفلسفة له رحمة الله عليه، وكنت أقرأ قصص وروايات مختلفة، وكذلك الشعر كنت أقرأه وأحفظ منه ما يعجبني حتى انني الي اليوم احفظ قصائد لفاروق جويده وصلاح جاهين وشعراء آخرين لم يسمع عنهم أحد، وأحفظ بعضاً من نونية القحطاني الشهيرة والتي كنت أحب ان اتغنى بها وأنشدها ولم أكن أعرف أنها تحولت الي نشيد، وكذلك كنت أكتب الشعر وكنت مشترك بنادي الأدب واحضر ندواتهم ولقئاتهم بانتظام، وكنت أجلس معهم بعد اللقاء في قهوة الشعراء

ولازال في مكتبتي كتب من تلك الفترة أيضاً

وكتب اخري ممضيه من مؤلفيها شعراء وقصاصين قابلتهم في رحلتي، وكل واحد منهم تعلمت منه شيئاً، سألت أحدهم في مرة " كيف تكتب ؟" فقال " أقرأ عشرات القصص ثم أكتب قصة " ونصحني بالقراءة الكثيرة حتى أصبح كاتباً، وذات مرة سألت شاعر كبير " ماذا أفعل لأكتب قصيدة جميلة ؟ " فقال لي " اصبر " فتعجبت من اجابته القصيرة فاستأنف قائلاً " أصبر علي الفكرة بداخلك حتى تطهى جيداً ولا تتعجل في كتابتها " كانت اجابة مقنعه لي

وأكثر من تأثرت بهم هو الأستاذ ( حسين قدري ) كاتب صحفي مشهور وله مؤلفات كثيرة، كنت في ذلك الوقت طالب في كلية الهندسة، وكنت ضمن فريق الصيانة لأصلاح التكييفات في شقته في برج رمسيس الشهير ايضاً، كنت معجب بمكتبته جداً، كانت كبيرة بل كانت الشقة كلها عبارة عن مكتبة، تعارفنا وجرى بيننا حوار وأخبرته انني أعشق القراءة فأهداني كتاب له، وقال لي أنه أيضا كان في كلية الهندسه ثم تحول الي الآداب لأن ميوله كانت أدبية ثم عمل في الصحافة وأخبرني في ذلك اللقاء أنه يعمل في جريدة بريطانية

الغريب في الأمر انني مررت بنفس تجربته التي حكاها لي، ماعدى العمل في الصحافة والسفر الي بريطانيا، فُصلت من كلية الهندسة وأصبح لدي ثلاث خيارات فقط، إما الآداب أو الحقوق أو التجارة
تذكرت لقائي به وأعتبرت هذا اللقاء أشارة من الله لي وتوكلت علي الله وأخترت الآداب قسم الفلسفة، لأن ميولي انا ايضاً كانت أدبية
لا أعرف هل أنا الذي تعمدت الفشل دون ان أدري، لأنني قابلت ذات يوم رجل ناجح ومشهور، حكى لي ما كنت أحلم به في طفولتي كأن أصبح كاتبا مشهوراً وأن أمتلك مثل هذة المكتبة الضخمة وأن اسافر حول العالم مثل الريح
أم انه القدر المحتوم الذي يتكلم بلغات متعددة، والذي يجبرني علي أن اسير في الطريق الذي اختاره الله لي

لست ادري ولا اريد ان اطيل عليكم



والآن عندما أتناول أحد الكتب القديمة واقرأ فيها أجد أن الكتاب لازال يحتفظ بهيبته

وكأنني لم أكبر

وكأنني اقرأ الكتاب لأول مرة رغم أن منهم كتب قرأتها عدة مرات

ما السر في ذلك

لست أدري
كل ما أعرفه انه يوجد سر في ذلك

ربما هو الوعى الذي ينمو فيشكل العالم من جديد حوله

وربما هو الكتاب الذي يسكنه سر كبير من اسرار الله

لا اعرف لكن الشئ المؤكد بالنسبة لي هو ان القراءة مقدسة

وأن الله قال لنا ( أقرأ ) لأن الكلمات تجلّي آخر من تجلياته سبحانه وتعالى

شكراً للقراءة
تحياتي
SaYeDo

عن الكاتب

Unknown

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مجلتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المجلة السريع ليصلك جديد المجلة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على زر الميكروفون المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

الطريق الآخر لحياة أفضل