ان للحياة وجهين، وجه جيد وآخر ردئ ولا شك ان طبيعة الانسان مستمده من طبيعة الحياة فهناك انسان جيد وهناك آخر ردئ والناس من النوع الردئ هم من اذا عرضت عليهم امرين احداهما جيد والاخر ردئ اختاروا الردئ وكلمة الردئ تعني مجموعة الصفات السيئة المجتمعة في شخص او شئ بصورة دائمة اذ ان قابلية الامتزاج بين السئ والجيد تكاد تكون معدومه عادتاً في الطبيعة ولكن يمتزج كل منهم مع الاخر في ظروف استثنائية ولفترات قصيرة لذلك تري المخطأ يعترف بخطأه ويرجع عن فعله القبيح بعد فترة قصيرة لان الصفة السيئة التي غلبت عليه في وقت ما قد رحلت عنه.
والانسان من النوع الردئ هو ذلك الذي تتجمع فيه كل الصفات السيئة هذا لان قانون الطبيعة ( الشبيه يجذب الشبيه ) لذلك تجده يجذب كل الرزائل لتمتزج معه. فالشبيه يمتزج مع الشبيه، السيئ مع السئ والجيد مع الجيد هذا هو قانون الطبيعة.
والناس من النوع الردئ تجدهم في المجتمع برغم كثرتهم الا انهم اقل عددا من
الناس من النوع الجيد، هذة نتيجة يقودنا اليها الاستنباط من قوانين طبيعة
الحياة وطبيعة الانسان. فهؤلاء مثل المرض بالنسبة للصحة في حياة الانسان فالانسان يعيش اغلب عمره صحيح وفترات مرضة تكون اقل من فترات صحته.
وهذا النوع الردئ من البشر اشار اليهم القرآن في مواضع كثيرة فجاء وصفهم مفصل من عند الملك العدل،
وضرب لنا القرآن امثلة كثيرة عليهم لنستدل منها ان هذا النوع قد يكون من
صفوة القوم او من النخبة وكذلك ينبهنا القرآن علي انهم قريبين منا وقد
يكونوا في بيوتنا. فمنهم زوجة لوط وابن نوح وعم النبي محمد صلى الله علية وسلم فكلهم كانوا من النخبه ولكن كانوا من النوع الردئ ذلك النوع الذي يفضل الباطل علي الحق والكذب علي الصدق والظلم علي العدل والالحاد علي الايمان ذلك النوع الذي يمتلئ قلبة بالحقد والكره والانتقام ويمتلئ عقله بالغباء والجهل والتخلف وتمتلئ نفسه بشراهة حب الرزائل وكره الفضائل
النوع الذي لا يعرف معني للفضيلة ولا مكانة للعدالة ولا طريق للحق النوع الذي لا يعرف الحب ولا يحب احداً لانه لا يحب نفسه ولا يعجبه شكله وكيف يحب الاخرين وهو لا يحب نفسه ولا يحترمها ولا يفكر في تقييم نفسه وشخصيته وتنقيتها دائماً من الشوائب ؟!
وهذا النوع لا يعرف الابداع ولا يعرف التفكير الجيد لان خياله مريض عكر ممتلئ بالشوائب
فاذا سرح بخياله لا يفكر الا في سب فلان وتمزيق فلان وكيد فلان وفعل كذا
وكذا من الرزائل ولان نفسه ضعيفة مريضة سيكون اكثر بطشاً في خياله المريض
فيفعل كل الرزائل التي لا يستطيع فعلها في الحقيقة ولان الخيال هو ينبوع
الحقيقة فستجد حقيقته من اسوأ الي اسوأ
هذا النوع الردئ من البشر خطر اكبر خطر ولابد من الانتباه لهم ولخطورتهم وخطورة هؤلاء الاكبر هي ان يجعلونا مثلهم اذ ان التعامل مع هذا النوع من البشر باستمرار سيترك بصماته علينا لانهم وقت اذ سيكونون محور تفكيرنا وقانون الطبيعة يقول ان الشبيه يجذب الشبيه بمعني ان التفكير في التخلف لن يأتي الا بالمزيد من التخلف واذا استمعنا اليهم وتسربت الينا مشاعرهم المريضة وسرحنا معهم في خيالهم المريض سنكون مثلهم وهذة هي الكارثه نعم هذة حقيقة لذلك تجد الاعلاميين المعتوهين منهم ناجحين ولهم جمهور جمهور من المتحولين الذين تسربت اليهم الخيالات المريضه فاصبحوا من هذا النوع الردئ من البشر ولكن ما العلاج لهؤلاء ؟ من وجهة نظري لا يوجد علاج لمثل هذا النوع من البشر لان اذا كان هناك حل كان اولي ان يهتدي اليه النبي نوح او النبي لوط او رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهم انبياء وصدق الله عزل وجل اذ يقول ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
ويكفي ان ننتبه لخطورة هذا النوع الردئ من البشر علينا لكي نحمي انفسنا من شرهم.