الطريق الآخر لحياة أفضل الطريق الآخر لحياة أفضل
recent

آخر الأخبار

recent
الدورات التدريبية
جاري التحميل ...

الرقصة والإيقاع - بقلم السيد صابر


الرقصة والإيقاع - بقلم السيد صابر


إن للطبيعة إيقاع ورقصة
تراها في تموجات مياه البحر المتراقصة وفي لهيب النار المشتعلة وفي تمايل الذرع وترددات الريح.
وللعالم إيقاع يرقص علي انغامه البشر في كل مكان، وبفضل إدراكه يمكن التنبؤ بالمستقبل، ولقد نُسِجَت روايات الخيال العلمي بفضل إدراك هذا الايقاع الذي ترقص العلوم المختلفة علي انغامه
ولكل انسان إيقاع في حياته يرقص في تناغم معه
لكن أغلبنا لم يدرك هذا الإيقاع الذي يرقص عليه
فقط يرقص ويؤدي رقصته
ذلك لأن أهم لحظة في حياة أي إنسان هي اللحظة الآنية ولا شئ آخر يستحق الاهتمام سوى اللحظة الآنية 
وكل من يقرأ هذا المقال الآن يعرف هذا جيداً
يعرف ان (الآن) هو الأهم من اي وقت آخر
إننا لا نهتم بالإيقاع ولا بالرقصة بقدر ما نهتم بالحركة التي نؤديها في اللحظة الآنية
إننا لو أدركنا إيقاع حياتنا سنستطيع ان نعرف الخطوات الواجب اتخاذها الآن وفي المستقبل وسنؤدي رقصتنا علي افضل وجه
وإذا برعنا في هذا الأمر سنستطيع في يوماً ما ان نتخلص من سطو الإيقاع علينا وان نرقص علي عكس الإيقاع الرقصة التي تليق بنا

لأن الإيقاع يُقيدنا في الوقت الذي نظن فيه اننا احرار
يسجننا
يعذبنا ان اراد
يتلاعب بنا
يجعلنا نؤدي دوراً لا يليق بنا وبقدراتنا
لا يليق بعقولنا وامكاناتنا الخارقة
لأنه ببساطة
ليس من صنعنا
او بمعنى أدق ليس من اختيارنا
ولنحاول معاً أن نقترب من إدراك طبيغة ذلك الإيقاع الأذلي الذي ما إن أدركناه استطعنا التناغم معه واكتشاف أسرار ذلك التاريخ الطويل للانسانية
انه مصير اختاره لنفسه ذلك الشخص الذي أسميته ( المجهول ) لأننا لا نعرفه
ذلك المجهول  الذي اختار هذا الإيقاع في الأزمان الغابرة وعلّمة لأجدادنا المجهولين لأسباب مجهولة وبطرق مجهوله وتوارثوه الأجيال تلو الأجيال، والي اليوم جميعنا يرقص علي نفس الإيقاع ولكن بطريقة ذلك الشخص المجهول
علي نفس الاختيار الذي أختاره ( المجهول )
متناسين ان الإختيار يفرض نفسه علينا في كل لحظة وعلينا اولاً ان نختار الإيقاع الملائم لنا أو الطريقة التي بها نتناغم مع الإيقاع الكوني الطبيعي الذي تتراقص علي انغامة امواج المياة ولهيب النار وترددات الريح
ذلك الإيقاع الرئيسي الذي تجزأ الي إيقاعات عديدة مختلفة بفعل الإختيار البشري
الإختيار الذي يصوغ الحياة بأكملها من حولنا
الإختيار الذي فرضتة الحاجة
الحاجة التي تجعلك تقرأ هذة الكلمات وتري هذة الصور علي الشاشة امامك.
في الواقع لا يوجد كلمات ولا صور خلف هذة الشاشة التي امامك وكل ما هنالك هو ما اطلق عليه المبرمجون اللغة الثنائية وهي عبارة عن تتابع من الأصفار والآحاد
وحاجتنا الي إيجاد واقع مرئي من حولنا هي التي جعلتنا نخترع هذة اللغة وهذة الشاشة
كما ان حاجتنا الي وجود مخزن للمعلومات جعلنا نخترع شئاً أسميناه الذاكرة
اخترعناها أولاً في عقولنا ثم في الحاسوب وكل اختراعاتنا وأورثناها لأبنائنا ومازلنا
وهذة الحاجة بدورها وليدة الإدراك
إدراك اننا كيانات اجتماعية تَرى وتُرى
تسمع وتتكلم وتفكر وتتأمل وتبحث عن المعنى
وكل معنى له ملايين المعاني والاحتمالات
وللمعنى في ذاته معنى
وهذا المعنى بدورة يحتاج الي صيغة
هذة الصيغة لها منطق هذا المنطق لهذة الصيغة هو  ما أسميته ( الإيقاع الأب )
اذ انني افترضت ان هناك الإيقاع الأب والجد وهكذا، والايقاع الأب يموت ولكن موته لا يعني الفناء، بل هو تجزأ
يتجزأ الي عدة إيقاعات هي الإيقاعات الأبناء والتي تحيا لفترة ثم تموت فتتجزأ تماماً مثل الكرستالة التي تتناثر اجزائها عند انكسارها
هكذا أستطيع ان أفسر إختلاف إيقاعات البشر
هذا الإيقاع السحري الذي يختلف من شخص لآخر
والذي هو علّة كل الإختلافات والخلافات والحروب علي هذا الكوكب
هذا الايقاع الذي تبدأ الرحلة إليه بمحطة ( أكتشاف الذات )
تلك المحطة التي يقف عندها أغلب الناس وربما يعيشون ويموتون دون اجتيازها.
وأنا في الحقيقة ابحث عن الطريقة المثلي لإجتياز هذة المحطة
أبحث عن الجنة علي الأرض
عن الطريقة المثلى للحياة
أبحث عن ذلك الجوهر الانثوى لكلمات ( جنة ) و ( طريقة ) و ( حياة )
ليس لأنني اعزب :) لا بل لأنني مؤمن بذلك الجوهر الأنثوى وبقدرتة علي منح الحياة .. للحياة
ولكن وجود الغاية والوسيلة هو ما يجعل الامر صعباً
فوجود الغاية سابق علي وجود الوسيلة وفي نفس الوقت وجود الوسيلة سابق علي وجود الغاية

 شكرا للقراءة

SaYeDo

عن الكاتب

Unknown

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مجلتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المجلة السريع ليصلك جديد المجلة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على زر الميكروفون المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

الطريق الآخر لحياة أفضل