طريق الناس العاديين
بقلم : السيد صابر
ان الطبيعة تسافر باستمرار
والكواكب والمجرات تسافر باستمرار
تسافر بحثا عن هدف
تسافر عبر طريق
وما الزلازل والبراكين والاعاصير إلا من مخاطر ذلك الطريق
ان السفر عبر طريق للوصول الي هدفٍ ما، هو ناموس الحياة
وكلنا خاضعين لهذا الناموس سواء أدركنا ام لم ندرك
لذا فإن الطريق للوصول الي الهدف أهم من الهدف نفسه
ذلك لأن الطريق هو الذي سيسهّل الوصول الي الهدف او سيصعّبه
وهكذا عندما نملك هدفاً في الحياة يرجع لنا وحدنا الأمر في جعله أفضل او أسوأ تبعاً للطريق الذي نجتازه لبلوغه والوسيلة التي تمكننا من اجتيازه ايضاً
وانا اخترت طريقي
انه ( طريق الناس العاديين )
ذلك لانني مثل كل الشباب الطموحين الذين يُريدون ان يفعلون اشياء رائعة ولكنهم وجدوا ان هناك هوّةً كبيرةً بين ما يفعلونه وما يودون فعله، ووجدوا انهم يحتاجون الي أضعاف اعمارهم لكي يستطيعوا ردم تلك الهوّة، فتكوّنت هالة من البؤس فوق رؤسهم، وبدلاً من ان يبحثوا عن الكنوز، أصبحوا يبحثون عن مواد ليبنوا بها جسراً للعبور، او لردم تلك الهوة، او ربما طوق نجاة ينقظهم منها ان كانوا قد وقعوا فيها
وانا مثل تلك الاغلبية الكاسحة من البشر
مثل الناس العاديين
لست شخصاً متميزاً ولا أدعي ذلك
ولا وجود للشخص الخارق الذي لديه ماليس لدى الآخرين الا في الأساطير
وأريد ان أؤكد علي ان اعظم الفلاسفة والعلماء والمدربين والمديرين والمعالجين والفنانين والناجحين في شتى المجالات وحتي السحره والروحانيين والمتصوفين في كل أنحاء العالم هم أُناسٌ عاديين، لديهم مخاوفهم واخفاقاتهم ونزواتهم وسقطاتهم ولا يُميّزهم عن غيرهم سوى انهم عَرفوا طريقهم الي النجاح
وهذا الطريق هو ( طريق الناس العاديين )
ولا يُوجد طريق آخر للنجاح سوى هذا الطريق، والذين يبحثون عن طرق أخرى للنجاح ظانين انهم اذكى من غيرهم، لم يفعلوا شيئاً سوى انهم سافروا بعيداً ليكتشفوا ماهو عندهم.
انه الطريق الذي يسلكه كل البشر ولا يعرفة الا القليلين
انه طريق الناس العاديين المليئ بالعجب والسحر والاسرار والحكمة
وهذا الطريق بسيط للغاية لدرجة أن الناس الذين ألفوا تعقيد الحياة لا يولونه أي اهتمام
ان الله لم يسمح للمثقفين وحدهم او الذين يمتلكون الوقت والمال لشراء الكتب الثمينة وحضور الدورات التدريبية بالوصول للمعرفة والحكمة وتحقيق النجاح وحدهم دون سواهم
بل منح الله الامكانية لاي شخص أن يكتشف الأسرار وان يتعلّم الحكمة من خلال ذلك الطريق ( طريق الناس العاديين )
ولن يحتاج اي شخص الي خطط اسراتيجية ولا برامج زمنية ولا كل تلك التعقيدات التي يُجيد الكثيرين التحدث عنها ولا يُجيدون الإلتزام بها
اذ يمكن للمدمن والمجرم والمتسول والمدخن والعلماء في المدن الكبرى والرعاة في الصحراء ان يكتشفوا هذا الطريق وان يتعلّموا من حكمته واسراره
ولا يحتاج الامر الا الي التأمل ونفاذ البصيرة
ولا يكفي مقال واحد لأحدثكم عن طريق الناس العاديين
لأن الأمر رغم بساطته يحتاج الي كتاب علي الأقل
وربما يمكن تلخيصة في ان الطريق الحقيقي للحكمة يُعرف من ثلاثة أمور
أولاً ان يتضمن الحب الإلَهي، ولهذا مفهوم عميق، ثانياً ان تتجلى الحكمة عبر ممارسات عملية في حياتك وهي عبارة عن تمرينات وطقوس، ثالثاً توفر الامكانية لدى الجميع لإجتياز طريق الحكمة، وهذة الثلاثة أمور موجودة في ( طريق الناس العاديين )
وانا أعلّمها لرفقائي المتدربين في دوراتي التدريبية وهذا لا يعني انني تعلّمت كل حكمة هذا الطريق بل انا فقط أسعى اليها
وكل ما يمكنني قوله الان عن هذا الطريق
انه الطريق الذي رَسَمتة الطبيعة للنجاح
وانه الطريق الذي خَطتة يد الله للتعلّم واكتساب الحكمة
وان من يسلكه سيشعر بالاشباع وسيشعر بأنه وجد رفيقه الروحي وسيتحدث معهِ!
وان هذا الطريق يمنح القوة والقدرة لسالكه
ولعل رسالة هذا المقال بجانب تعريفك بطريق الناس العاديين هي أن أدمر الأعتقاد القائل بان ما هو صعب ومعقد يقودنا الي النجاح، وأن يفكر كل منّا في نفسه وما يمكن أن يكتشفه من كنوز بداخله
وأن تكتسب بعض الثقة في نفسك وفي طريقة حياتك، وأن تفكر في طريقة حياتك من زاوية جديدة، فبدلاً من أن ترفضها علي انها طريقة حياة غير ملائمة لنجاحك، تتقبلها بشدة علي أنها طريقتك المثلى نحو النجاح، وتفكر وتتأمل وتبحث فيها عن الكنوز
لأن كل منا بداخله كنز
ولعل من اغرب قوانين الحياة ان الناس عندما تقع الكنوز الكبيرة
أمام اعيونهم فانهم لا يروها
لماذا ؟
لأنهم لا يؤمنون بوجودها
..
شكرا علي القراءة
بقلم
السيد صابر
أستاذ الفلسيفة ومدرب التنمية البشرية
شكرا علي القراءة
بقلم
السيد صابر
أستاذ الفلسيفة ومدرب التنمية البشرية
راااااااااائع استاذ صابر تسلم يدك
ردحذف