في العريش تم رفع درجة الاستعباد الي الدرجة القسوى
حظر تجول من الساعه 5 مساءً الي 7 صباحاً
وقطع جميع شبكات الاتصالات من الساعه 5 صباحاً الي 7 مساءً
ويستمر هذا لمدة ثلاثة اشهر متصلين بقرار مباشر من الحاكم بأمره
حتى لا يجرأ اي كائن كائناً من كان بشرياًً كان او غير ذلك ان يفتح فمه بكلمة اعتراض او احتجاج واحده
والا فسيكون اخوانياً ارهابياً داعشياً تركياً قطرياً حمساوياً اسرائيلياً
خطراً علي الأمن القومياً !
ولذلك فعلي جميع سكان العريش وشمال سيناء ان يهاجروا، أو يحفّزوا خلايا العبودية النائمة في عقولهم وفي اجهزتهم العصبية حتى يستطيعون تحمل القهر والقمع والذل ليلاً ونهاراً بدون استياء
وعلي من يدركون ان لهذا تأثير جيني وراثي علي ذرياتهم ان يمتنعوا عن الانجاب حتي لا تتسرب تلك العبودية الهجينة الي الاجيال القادمه
فيكفي بنا ما ورثناه من جينات العبودية عبر آلاف السنين من الاستعباد والعبودية
لان الاجيال القادمه لن تتحمل كل تلك الجرعات الوراثيه من جينات العبوديه
فيمكن ان تطرشأ وتنفجر مسببه دمار لكل الكوكب وربما للكون كله
ثم ان نهر العبودية القادم من العصور الفرعونيه والممتد الينا والذي اغرق بفيضانه كل الدول المجاوره وربما وصل الي قارات اخرى لن يصاب بشيء اذا توقف لبرهة عن الجريان
فيكفي ما حققه لنا من انجازات، فبفضله اصبحت مصر بلداً عظمى في العبوديه وهي علي طريقها لتصبح اعظم امبراطوريه في العالم بالنسبة الي العبوديه
اعرف انك تسرح بخيالك الآن في نهر العبودية هذا وفي الفضاء وتفكر في المريخ والزهره والمشترى وزحل واورانوس وبلوتو وان لابد لنهر العبودية الفرعوني المصري الاصيل ان يتدفق الي هنالك
لا تقلق فهذا النهر قادر ليس فقط علي الوصول الي بلوتو بل علي اكتشاف كواكب ومجرات جديده في الفضاء
انه النهر الذي لم يتوقف ابدا عن الجريان
فهو مثل نهر النيل يجري في عروق المصريين
في جيناتهم
في خنوعهم وخضوعهم واستسلامهم التام للمصير الذي تعبث به الايادي في الظلام
في قبولهم لما هو غير مقبول في التعليم والسياسة والفن والعدل والتربية والتجارة والمرور والشرطة والجيش والسكن والشوارع وزنقة المترو والمصالح الحكوميه وسوق العمل الرخيص برخص العبيد
انه نهر الاستعباد العظيم
الذي لا بد ان يتوقف اذا كنّا فعلا نرغب في انجاب جيل حر
واذا كنت تتهمني بينما تقرأ بكل التهم المرصوصه في دماغك بنظام مدروس مثل الرصاص والتي تنتظر اللحظة الفاصلة التي تقابل فيها شخصاً معترضاً حتى تنطلق كلها في صدره دفعة واحدة
فدعني اسألك
بكم تساوي الحرية ؟
في يوم من الأيام قابل ذئب نحيف من شدة الجوع كلباً بديناً سميناً ذو فرو جميل
وكان مع الكلب عظمة شهيه
فكر الذئب في ان يصارع الكلب ويأخذ العظمة منه ولكنه وجد ان حجم الكلب كبير مما يشير الي صعوبة المهمه
فأخذ يتودد اليه ويطلب منه العظمة برفق، فأعطى له الكلب العظمة بكل سهوله
وبينما كان الذئب يأكل العظمة قال له الكلب " بإمكانك يا سيدي ان تحصل علي اكل جميل مثل هذا بكميات كبيره"
فسأله الذئب في لهفه " كيف؟ "
فأجاب الكلب " كل ما عليك هو حراسة المكان والصياح في وجه كل من يقترب وسيكافؤنك اصحاب البيت بالكثير من فضلات الطعام"
وبينما كان الكلب يتحدث لمح الذئب علامة في رقبته فسأله " ما الذي في رقبتك؟ " فقال الكلب " لا شيء "
فقال الذئب " كيف لا شيء بل هناك مكان خالي من الفرو في رقبتك"
فقال الكلب " انه مكان الطوق "
فثار الذئب عجباً وقال " هل تعني انك لا تستطيع ان تجري هنا وهناك كيفما تشاء ؟"
فقال الكلب " نعم ولكن احياناً يسمحوا لي بهذا "
فقال الذئب في اشمئزاز " انني ارفض هذا العرض لدرجة انني ارفض هذة العظمة ولا ارغب في رؤيتك"
وتركه الذئب وانصرف.
ان الحرية لا تقدر بثمن
وليس لها مقابل
لأنها هي في ذاتها
مقابل.
بقلم .. سيد صابر
شكرا علي القراءة