تم نشر المقالة بجريدة الوطن الاكبر الورقية |
السياسة الإنتاجية هو مصطلح يطلق على السياسة الحديثة، ويعني أن غاية السياسة هي الإنتاج، ولكن ماذا تُنتج السياسة؟ انها تُنتج بشراً. فالسياسة الحديثة تنظر إلى الإنسان كمنتج سياسي من الدرجة الأولي، وتنظر إلى نفسها على أنها المسؤولة عن تصميم وتصنيع هذا المنتج، وتنظر إلى مكونات المجتمع مثل المنزل والمدرسة والشارع والنادي والاعلام وغيرها علي أنهم خطوط إنتاج في مصنع كبير، ولكلٍ منهم دورة في عملية تشكيل هذا المنتج وهو الإنسان.
ولا شك أنها تستفيد من التقدم العلمي الهائل الذي وصلت إليه العلوم الإنسانية، ولن نبالغ إذا قلنا اننا يمكننا من خلال هذا التقدم أن نصمم نموذج بشري جديد بنفس الطريقة التي يقوم بها مهندسو صناعة السيارات بتصميم موديل لسيارة جديدة.
وبناءً عليه فإن الشخصية المصرية والإنسان المصري الذي نراه حولنا الآن في الشارع وفي المؤسسات والمواصلات، ما هو إلا مرآة حقيقية تعكس مدى جودة هذه الصناعة السياسية في بلدنا، كما أن حاله هو المرآة الحقيقية التي تعكس مدى الجهود المبذولة من قبل المسؤولين.
ووفقاً لمقياس الواقع هذا الذي لا يكذب ولا يعرف التطبيل، فإننا نجد أن الصناعة السياسية في بلدنا متأخرة جداً، وان السياسة قديمة، وبالية، وليست هي السياسة الإنتاجية التي يتم تطبيقها في الدول المتقدمة منذ أكثر من خمسين عاماً. فهل السياسيين جاهلين بها أم متجاهلين لها؟
ولقد ذكر الرئيس السيسي في أحد خطاباته مصطلح (إعادة صياغة الشخصية المصرية) ولكنه مر مرور الكرام ولم يتوقف عنده أحد، ولا نعرف هل يملك الرئيس رؤية لإعادة صياغة الشخصية المصرية أم لا؟ ولا يمكننا أن نعرف إلا من خلال الواقع لأنني لا أتحدث هنا عن نظريات سياسية بل تحليلات.
تم نشر المقالة بجريدة الوطن الاكبر الورقية