طريق ثالث يحفظ العلاوة والتعليم "يستحق الموظف علاوة دورية سنوية في الأول من يوليو التالي لانقضاء سنة من تاريخ شغل الوظيفة أو من تاريخ استحقاق العلاوة الدورية السابقة بنسبة 7% من الأجر الوظيفي". هكذا تنص المادة 37 من قانون الخدمة المدنية، وتساهم العلاوة الدورية مع العلاوات الخاصة والاستثنائية ورفع حد الإعفاء الضريبي في دعم المواطن في مكافحة معدلات التضخم المرتفعة التي تعاني منها مصر، ورغم ذلك ينخفض الدخل الحقيقي للموظفين في الأغلب لأن من الصعب أن تلحق زيادة المرتب بزيادة الأسعار. وتحتاج مصر إلى توفير 250 ألف فصل دراسي بتكلفة تقدر بنحو 130 مليار جنيه، وذلك بغرض خفض كثافة الفصول، وفقا لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، في منتدى شباب العالم. واقترح الرئيس خصم 130 مليار جنيه من مخصصات الوزارات أو عدم إقرار العلاوة السنوية للموظفين في يوليو القادم، مشيرا إلى أن تطبيق الخطة خلال 3 أو 4 سنوات، سيحمل الدولة زيادة أخرى في التكاليف لأنه وفقا لتقدير الرئيس تستقبل المدارس 700 ألف طالب جديد كل عام ويحتاجون إلى 27 ألف فصل جديد، هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة البناء. وتبلغ ميزانية هيئة الأبنية التعليمية في العام المالي الحالي 2018-2019 نحو 6.2 مليار جنيه فقط، أي أن مبادرة الرئيس توازي 20 ضعف الموازنة المخصصة لبناء الفصول وترميمها حاليا. وتحملت الخزانة العامة للدولة أكثر من 60 مليار جنيه، تكلفة ما أقره الرئيس والبرلمان من علاوات خاصة واستثنائية للعاملين بالدولة، المخاطبين وغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، بالإضافة إلى الزيادة بالمعاشات بنسبة 15% في العام المالي الحالي. ويستفيد من العلاوات 6 ملايين موظف، أما زيادة المعاشات فتوجه إلى 9 ملايين مواطن، لإعانتهم على مواجهة ارتفاع الأسعار المتوازي مع برنامج الإصلاح الحكومي. وربما تستطيع الحكومة توفير جزء كبير من تكاليف البناء إذا ما اتبعت بعض الحلول من خارج مخصصات العلاوة ومخصصات الموازنة. وفي وقت سابق اقترح ماجد عثمان، أستاذ الإحصاء والوزير السابق ابتكار تصميم لمدارس يكون بها صالة متعددة الأغراض تستخدم للأغراض الدراسية فى أيام الدراسة، وتتحول إلى مكان للصلاة أيام الجمع وأثناء صلاة التراويح. ويأتي ذلك في محاولة لاستغلال بلوغ عدد المساجد ضعف عدد المدارس في مصر. واقترج الدكتور حسين عيسى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب عودة الفترة المسائية في المدارس مرة أخرى وألا يتقصر هذا الأمر على مدارس بعينها وإنما يشمل جميع مدارس الجمهورية لأنه ليس من الطبيعي أن تبلغ كثافة الفضل 90 طالبا وأن يكون موعد انصراف الطلاب الساعة الواحدة ظهرا. كما اقترح استغلال مراكز الشباب المهجورة والتي تصل عددها إلى ما يزيد عن 4000 مركز وتحويلها إلى فصول في أيام الدراسة تكون تابعة للمدارس القريبة منها في نفس المنطقة. كما يمكن اتباع منظومة التعليم الفنلندية، الأفضل في العالم، والتي اعتمدت على كفاءة التدريس والتحصيل مع تقليل عدد ساعات وأيام الدراسة، كما رفعت سن بدأ الدراسة إلى 7 سنوات بدلا من 6. كما طالب حسن القلا، رئيس مجلس إدارة شركة القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية، بمنح القطاع الخاص دور أكبر في بناء المدارس، إذ لا يعقل طرح أراضي المدارس في مزادات كأنها أرض مخصصة لسوق تجاري، بل يتم تصنيفها ضمن أعلى الشرائح فيما يخص قيمة الترفيق، وتوصيل الخدمات الحكومية، مثل الماء والكهرباء. أما بالنسبة لعلاوات الموظفين فيمكن تقليلها أو الاستغناء عنها العام الحالي مع الحفاظ على العلاوة الدورية التقليدية وتخصيص تمويل أكبر لهيئة الأبنية التعليمية ومع تطبيق المقترحات السابقة وغيرها من المقترحات من الممكن تقليل كثافة الفصول بشكل ملحوظ. |