الطريق الآخر لحياة أفضل الطريق الآخر لحياة أفضل
recent

آخر الأخبار

recent
الدورات التدريبية
جاري التحميل ...

النشوة في كلمة - بقلم: جمعة البسيوني


النشوة في كلمة
تشاجر مع زوجته بسبب ضيق العيش فخرج من بيته متجهاً إلى الحقول حيث الهواء 
النقي والزروع الخضراء والطبيعة الساحرة لعله يجد من خلالها ما يخفف بها آلمه 
فالنفس مكتظة بالأسى والحزن حينها سمع وأنصت لصوت المنشد حيث يقول :
تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفريج هام وكسب معيشة
وعلم وفن وصحبة ماجد
فعاد إلى بيته بنفس سرعة خروجه منه وعرض علي زوجته أمر السفر لعل فيه الخلاص 
من الفقر إلى سعة الثراء وبدأ يحلم وتحلم الزوجة بالمسكن السعيد المتلك لهم 
بدلا من الإيجار
وتوفير نفقة تربية الأبناء بعيدا عن الاستدانة من الجيران وعمل مشروع يضمن 
الإستقرار بعيدا عن الغربة عن الأوطان
وحان وقت السفر بعد أن جمع تكاليفه من بيع ما تبقي من مصاغ زوجته وأخذ الباقي 
من أحد الأصدقاء علي أن يرده إليه متي تيسر له ذلك .
وسافر إلى إحدى دول الخليج للعمل كعامل في فلاحة الأرض .
تسلم المزرعة وبدأ يعمل بجد ونشاط فهي مهنة امتهنها عن أبيه وجده ويتقن العمل 
بها فالزرع صديقه والأرض مأوه والسماء حاضنته والعقل يعشق والقلب يهوي واليد 
تعمل فيخرج إنتاج الزرع كثير والحصاد عظيم
ومر عام تحول فيه الكفيل من رجل لا يثق بأحد يتهم كل الناس بالخيانة يردد دائما
(إن لم تكن ذائبا اكلتك السباع )
حتي ضاق به العيش معه وفكر مرار وتكرار أن يترك العمل ويعود إلى بلده ولكن 
علمته الأرض كيف يكون الصبر. !!
فصبر علي معاملة الكفيل حتي وجد منه ما يسره فوثق فيه وجعل أسرته وعلي رأسهم 
الزوجة تتعامل معه بشكل مباشر على غير عادته .
كانت الزوجة تنظر إليه من بعيد وهو يعمل في زراعة الأرض حيث تظهر عليه علامات 
القوة متمثلة في حمله للفأس ولون بشرته المصبوغ بلون الأرض والمتاثر بأشعة 
الشمس .
عشقته في خيالها فتضح ذاك العشق في اهتمامها ،
تقدم إليه الطعام تاره وتقوم بغسل ملابسة ثم كيها تارة أخرى وتمر الايام
الزوج يزداد ثقه في عامله وزوجته
والزوجة تزداد عشقا وقربا للعامل
والعامل يقع في صراع الاقتراب واللا أقتراب
إلى أن جاءت لحظة الحسم حيث غاب الزوج عن المزرعة لعدة أيام ينتهي فيها من 
الاتفاق علي تسويق المحصول الجديد.
وابدعت الزوجة واينعت وقد فكرت كيف يكون قطف ثمارها ؟
عاد العامل وقت الظهيرة وقد علم مسبقا بغياب الزوج وخرجت عليه الزوجه في أبهى 
صورها ترتدي قميصا شفافا يظهر مفاتنها فهي بيضاء الجسم علي عكس وجهها الخمري 
من جراء اشعة الشمس أقرب إلى السمنة منه إلى النحافة ذات ثديين يشبهان حبات 
الرومان في آخر موسمهما مطبوعتان بحلمتان سوداويتان جعلا الثديين يزدادن حلوة 
علي حلاوتهما تتحرك أمامه بغنج ونغج لتثير غريزته ينظر إلى جسدها بما فيه من 
إثارة ومؤخرتها البضة الترية يفصلهما شرخ ما أعمقه حتي أوشك أن يجن ويطير عقله 
ناهيك عن تمايلها في غنج وشهوة إثارت كل عناصر الشهوة المكبوتة بداخله فتجمعت 
فيه قوة الشباب مقترنة بنار الشهوة ومرارة الغربة وحب الجمال والأنس بالجماع 
ومع ذلك يناديه صوت الفطرة لا.
فرفض في بدي الأمر مما جعل المرأة تزادد رغبة مقترنة بالتحدي إذ كيف لعامل 
عندنا أنا يرفضني أنا ؟
واشتعلت الأنا في نفس المرأة فزدادت في الإغراء فقتربت منه فشم من الجسد رائحة 
لم يعهدها في نساء العالمين حتي أشتد قيام ذكره وفقد عقله ولاحظت هذا في نفور 
ثوبه فزدادت دلالا فهي تقترب وتبتعد تقبل وتدبر ، تعطي وتمنع حتي نطق الحجر 
وقال :
اتريدني أم لا ؟
فضحكت ضحكة أثارت شهوته علي أثارتها وقالت :
إليك إليّ فقترب ومع الاقتراب أزداد سقوط الأمطار حتي وصلت لزروة نشوتها 
فقالت :
يا الله يا ربي.
وكانت هذه العبارة علامة علي وصول المرأة إلى قمة شهوتها فكان إذا حدث اللقاء 
لا تدع له مجالا للبقاء فيقع منه الإنزال مرات ومرات في كل مرة تكرر عبارتها 
المعبرة عن نشوتها ويزداد رضا لشعوره بفحولته وقوته وكلما ازدادت سعادة اغدقت 
عليه بالأموال فكان يجمع الثروة ويقضي المتعة ومع الأيام مات الضمير وانخفض 
صوت الفطرة بداخلة وتلاشت من ذاكرته ما كان يحفظ من آيات الذكر الحكيم حتي 
أصبح لا ضمير لا فطرة .
أستمر على ذلك أربعة أعوام أرسل إلى صديقة المال ليأخذ ما أعطاه له حين السفر 
ثم أشترى له قطعة أرض زراعية علي أنها بناء كما فعل الكثير من أبناء الريف بعد 
ثورة الزحف علي الأراضي الزراعية أرسل له المال لتشيد البناء وقد كان .
وتحقق الحلم الأول أصبح يمتلك منزلا بدلا من الإيجار وينتظر العودة ليشتري 
أثاث للمنزل عمولة عند أحد نجاري القرية.
ثم يتذكر أحلامه ويقول بقى من الأحلام أحلام وكلما دعته الزوجة إلى لحظات 
الغرم يقبل عليها ليطفئ نارها ويرح شهوته وفي كل مرة تكرر عبارتها
يا الله يا ربي. فتزداد بها شهوة ويزداد رضا .
ولكن دوام الحال من المحال.
نزل يعمل في الأرض ويقف خلفه الزوج ( الكفيل) يقف العامل يريح ظهره ليغيب عن 
شعوره متذكرا لحظات الهنا والسرور مرددا عبارة :
يالله يا ربي
يسمعها الزوج يجن جنونه فلم يكن منه إلا أن ارجعه إلى بلده في ساعته وتاريخه 
دون إعطاء آي أسباب لمغادرة المكان.
رجع وتسأل الحيرة تدب في رأسه ما الذي جعله ينهي عملي بهذه السرعة ودونما 
مقدمات ؟
لكنه لما يجد جواب.
ولما جلس مع صديقه وقص عليه ما كان في غربته وعلاقته مع زوج سيده ثم سأله عن 
العجب من إنهاء الكفيل خدمته.
فأجابه الصديق بعجب العجب قول زوجة الكفيل يا الله يا ربي حين الشبق وترديدك 
لهذه العبارة فسمعها منك الكفيل فربط بين قولك وقولها فعلم ما كان بينكما 
فأراد أن يفصل هذا عن ذاك ولكن بعد فوات الأوان.
يا صديقي عود إلى الله .
إلى ضميرك
إلى صوت الفطرة بداخلك
وبينما هما يتحدثان سمعا صوت البكاء والعويل الشديد يذهبان ليعرفا ما الخبر 
فإذا بالحكومة تنفذ أمر الإزالات للابنية المخالفة والتي تم بناءها علي 
الأراضي الزراعية وعندما وصل إلى بيته الجديد وجده حفنة من تراب تراكم بعضها 
فوق بعض والناس حوله منهم الباكي ومنهم الشامت ومنهم المعزي بالكلمات وهو في 
هذه اللحظات يستيقظ بداخله صوت الفطرة علي قوله تعالي
( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك و


مع فائق التقدير،
جمعة البسيوني | gomaaelbassiouni2@gmail.com

عن الكاتب

Sayed saber

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مجلتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المجلة السريع ليصلك جديد المجلة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على زر الميكروفون المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

الطريق الآخر لحياة أفضل