في حواره لموقع أتلانتيكو الفرنسي .. عبد الرحيم علي: الإرادة السياسية ويقظة أجهزة الدولة وراء انخفاض ضحايا كورونا مقارنة بالعالم
· علي المجتمع الدولي ألا ينشغل بالوباء وينسي مواجهة الإرهاب .. والإخوان المصدر ألايديولوجي الرئيسي للتطرف
· أسعار النفط عاودت الصعود.. وستتخطى حاجز المائة دولار للبرميل خلال عام ونصف
قال الدكتور عبد الرحيم علي، عضو مجلس النواب، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس : إن مصر اتبعت منهجًا علميًا منذ بداية أزمة انتشار وباء فيروس كورونا، بفضل قوة الإرادة السياسية، ويقظة أجهزة الدول المختلفة، ما جعل الإصابات قليلة مقارنة بعدد السكان.
وأضاف الدكتور عبد الرحيم علي، خلال حواره مع الكاتب الكساندر ديل، في موقع اتلانتيكو الفرنسي الشهير، أن الحكومة المصرية اتخذت إجراءات صارمة قبل شهر على الأقل من بدء فرنسا مراعاة خطورة الوضع، وهذا وحده كان حاسما، ففي الوقت الذي كان فية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يذهب إلى المسرح، كان التلفزيون المصري يذيع فقرات إعلانية لمنع الاجتماعات ودعوة الناس إلى البقاء في منازلهم، فلقد تصرفت حكومتنا بطريقة وقائية وسريعة، مما يثبت أنه بوسائل أقل من بعض الدول الغنية، يمكننا الحد من الضرر.
وردا علي سؤال حول استحواذ الأزمة الصحية، علي الكثير من الاهتمام في وسائل الإعلام الفرنسية، لدرجة غياب الحديث عن الإرهاب الإسلامي، أوضح الدكتور عبد الرحيم علي، والذي يرأس مجلسي ادارة وتحرير "البوابة نيوز"، أنه بالفعل استحوذت أزمة فيروس كورونا على اهتمام العالم كله، حتى نحن هنا في مصر، ولكننا هنا نواجه اضافة الى تحدي كورونا تحدي الارهاب الذي لا ينساة المصريون العقلاء، فقد فقدنا اكثر من ٢٥ جندي وضابط من قواتنا المسلحة في مواجهة مع الارهابيين خلال المواجهات اليومية ضد الجماعات الارهابية الموجودة اكثر من اي وقت مضي، هذا في الوقت الذي تم فيه اعتقال ١٢٨ ارهابي وعشرات المعدات العسكرية وسيارات الدفع الرباعي والاسلحة والمخابئ، اضافة الى مقتل عشرات الارهابيين في تلك المواجهات، فعي هي حرب حقيقية في سيناء ضد تنظيمات منظمة وممولة جيدا ونحن نخوض هذة الحرب بالتوازي مع الازمة الصحية التي تواجهها الحكومة ويواجهها المجتمع بفعالية.
وأشار النائب الي أنه لا يشارك رأي بعض الاوساط التقدمية في فرنسا بأن التهديد الإرهابي الإسلامي سيتوقف لفترة ما، بسبب الاوضاع الصحية، قائلا الارهاب مشروع متكامل له ممولوة وداعميه واصحاب المصلحة في استمرار خطرة، لانهم بدونه لا شئ، وبالتحديد دول مثل قطر وتركيا بدون الجماعات الارهابية ومشروعهم وبدون الاسلاموية الثورية لا شئ.
وحول الجغرافيا السياسية وأسعار النفط، قال الدكتور عبد الرحيم علي، اعتقد ان الانخفاض جاء على خلفية الاختلاف السعودي الروسي اضافة الى تداعيات فيروس كورونا، وتوقف المصانع والشركات التي تعتمد على النفط في عملها ما هوى بسعر البرميل الى أقل من٢٠ دولار في شهر ابريل، ولكن بعد الاتفاق الخاص بـ"أوبك +" مباشرة بدأت الاسعار في الصعود مرة أخرى، ووصلت هذا الاسبوع الى ٢٩ دولار، وهناك توقعات بان يتخطى حاجز المائة دولار للبرميل خلال ١٨ شهر نتيجة استعادة النشاط الانتاجي العالمي ونموه بشكل سريع في الفترة القادمة لتعويض الخسارة الكبيرة الخاصة بفترة الكورونا ( يناير - مايو).
وعن رؤيته لمستقبل العالم، وامكانية حدوث أزمة اقتصادية كبيرة في بعض الدول؟ قال النائب: اعتقد ان هناك ازمة بالفعل الآن وستتفاقم في الشهرين القادمين، لكن بفعل تلك الازمة ستتحرك تلك الدول لتعويض خسائرها نحو مزيد من النشاط الصناعي والزراعي والانتاجي مما سينعش تلك الاقتصاديات من جديد، مع التعايش مع ازمة الفيروس واتخاذ الاحتياطيات اللازمة لتفاديها.
يذكر أن "اتلانتيكو"، هو موقع فرنسي يعد من المواقع الاربعة الاكثر شهرة وتنافسا في فرنسا ( ميديا بارت وكوزور وجلوبال جيو نيوز واتلانتيكو) ومن اسمه يظهر ان مرجعيته امريكيه وهو موقع علماني التوجه ومعادي للاسلام السياسي وقطر وتركيا، ويعمل به عدد من الاسماء اللامعة في فرنسا واوروبا منهم: ايمانويل رازافي والكسندر ديلفال ورولان لومباردي بالإضافة لنخبة كبيرة من المحررين.. ونفوذ وتأثير الموقع لا يقف عند فرنسا وانما يمتد الى انجلترا وبلجيكا وسويسرا.
وألكساندر ديل، كاتب فرنسي إيطالي ولد في 4 سبتمبر 1968 في مرسيليا، متخصص في الجغرافيا السياسية، يهتم بشكل أساسي بالإسلاموية والإرهاب والعلاقات بين أوروبا وتركيا والعالم العربي والإسلامي، وقد عمل كاتبًا ومعلمًا وكان ناشطًا سياسيًا خاصة في الاتحاد من أجل حركة شعبية، وُلد في 4 سبتمبر 1968 في مرسيليا، لأم إسبانية وأب إيطالي من اصل تونسي، وتخرج من جامعة ايكس ان بروفانس حيث حصل على دبلوم الدراسات المتقدمة (DEA) في التاريخ العسكري والأمن والدفاع في عام 1993.