بـــــســــم الله الرحـــــــمــــن الـــرحـــــيـــــم
ان السياسة في مصر ما هي الا إمتداد للسياسة الغربيه منذ الغزو الغربي علي مصر والي الان .
بمعني ان الهيكل العام الكلي لمصر قد تم إنشاءه بأيادي غربيه وبتصميم غربي
وبالتالي فإن الغاية منه كانت غاية غربيه تصب بلا شك في مصلحة الغرب.
وللتوضيح أكثر
فلننظر الي مجتمعنا الآن سنجد علي سبيل الميثال المدارس بمراحلها الثلاث ابتدائي واعدادي وثانوي
وهذة المراحل هي بمثابة خط انتاج للمعرفة عند افراد الشعب
وفي المقال السابق ثبت ان المعرفه هي سر الطبخة البشرية التي بواسطتها يمكن صناعة وتشكيل الافراد كالفخار
وهذا النظام التعليمي بالشكل الذي هو عليه الان لم يكن موجوداً قبل الاحتلال البريطاني والفرنسي لمصر
فقد كان لدينا نظام تعليمي مختلف تماماً، كان يتمثل في الكُتّاب وينصب علي
تعليم الدين وكان اغلب الشعب امي ولم يعرف التعليم الا علي يد محمد علي
وبالتالي لم يكن وجود للمجتمع المؤسساتي، فلم يكن وجود للمؤسسات الحكومية ولم يكن وجود حتي للمصانع اذ لم يكن هناك الا الزراعة.
هذة حقائق مؤكده يشهد علي صدقها التاريخ.
ولا تقتصر معرفة هذة الحقائق التاريخية علي المثقفين فقط بل ان البسطاء من
الناس يعرفونها بالميراث المعرفي الذي تركه لنا اقرب الاجداد .
فما هو هذا التصميم الغربي ؟ اذ لابد ان نعرفه بكافة تفاصيله وغاياته
فقد جاء الغربيون إلينا بالغزو الفرنسي والبريطاني في وقت كنا فيه ضعافاً
وفقراء واميين لا نعرف الا الزراعة، فرسموا لنا الطريق ثم رحلوا، ولا
يزالوا الي اليوم يشرفون علينا ويراقبوننا باستمرار ليطمئنوا اننا مازلنا
نسير علي طريقهم الذي رسموه لنا.
فإلي اين هذا الطريق ؟؟ الله أعلم
لكنه في كل الاحوال لا يخرج عن قبضتهم.
ولا بد من الاعتراف انهم ادخلوا علينا التقدم والعلم وجعلونا افضل حالاً من ذي قبل
ولكن لابد ايضا ان نعرف ان التقدم الذي ادخلوه علينا محدود يعطوه لنا علي هيئة جرعات
ولنأخذ مثال علي ذلك من التاريخ الصناعي
فقد قامت الثورة الصناعية في الغرب فاخترعوا الكهرباء والميكانيكا وانتجوا
الطاقات ولم يكن لنا نصيب في هذة الثورة الصناعية ولم نشارك فيها علي
الاطلاق
ثم قامت الثورة الالكترونية ايضاً فاخترعوا الراديوا والتلفزيون والاجهزة الالكترونية
وايضاً لم نشارك في هذة الثورة الا بكوننا مستوردين لسلعهم التي تصلنا في وقت متأخر دائماً او بمعني اصح في الوقت الذي يقرروه لنا
مع العلم اننا كنا نستطيع من حيث الامكانات ان نصنع الالكترونيات واجهزة
الكمبيوتر اذ ان الترانزستور يُصنع من مادة السيليكون الذي هو في الاصل
رمال يتم حرقها في افران مخصصه واستخراج مادة السيليكون منها
لكن لانهم
يتحكمون في معرفتنا التي تشكل ذواتنا استطاعوا ان يحكموا القبضة علينا من
اجل استغلالنا وليس استغلالنا فحسب بل والتحكم في مصيرنا.
وكذلك الثورة التكنولوجية التي نعاصرها الان ايضاً لم نشارك فيها الا بكوننا مستهلكين ومتلقين فقط
ولنأخذ امثلة ايضاً علي ذلك من الانترنت الذي وصلنا متأخرأً ايضاً
فكل المواقع المهمة والاستراتيجية علي الانترنت ملك للغرب وحده ولا نملك اي حق فيها رغم خطورتها من الناحية الخابراتية
وحتي المواقع العربيه تحملها سيرفرات اجنبية غربية
ولم نمتلك السيرفرات الا متأخراً جداً فضلاً عن ان كل بروتوكولات الانترنت غربية ولم نساهم فيها علي الاطلاق
كما ان تكنولوجيا الهندسة الرقمية والهندسة العكسية الي الان لم تدخل الي جامعات مصر.
هذة بعض الامثلة فقط وليس كل شئ.
ولمّا كانت السياسة المصرية امتداد للسياسة الغربيه
واليد التي رسمت لنا طريقنا هي نفس اليد التي رسمت طريق اوروبا.
فإن الطريق الي فهم السياسة المصرية يبدأ بفهم وتحليل السياسة الغربيه.
وفي المقالات المقبله سأتعرض ان شاء الله لتحليل السياسة الغربية من وجهة
نظر الفيلسوف والمحلل السياسي الفرنسي ( ميشيل فوكو ) الذي استطاع ان يصوغ
مفاهيم جديدة للسلطه الحديثه واستطاع الكشف عن آلياتها الدقيقة المنتشرة في
الجسد الاجتماعي ككل.
وهو استخدم طريقة تشبه الشكل العنكبوتي في بحثه
عن مفهوم السلطه فربط كل شئ بكل شئ وخرج بنتائج جديده وخطيرة واجهت كثيراً
من النقد الا انها لجديتها واهميتها فرضت نفسها علي الساحة الفلسفية.
وقد يصعب دراسة فلسفته حتي علي دارسي الفلسفة انفسهم ولكن سأحاول جاهدا ان
شاء الله تبسيط افكاره واعادة صياغتها ببساطه ليسهل فهمها.
وخلاصة القول
اننا خاضعين لقبضة الغرب خضوعاً تاماً نحن وما نعرف وما نملك
وان كان لدينا حرية فهذة الحرية هي ما يحتاج اليها الغرب لكي يتحكم فينا
اكثر يحكم القبضة علينا اكثر كما سأوضح ان شاء الله في المقالات التالية.
واحب ان انوه علي ضرورة قراءة مقالاتي السابقة الخاصة بالصناعة السياسية بالترتيب
واليكم روابطها
الصناعة السياسية - مقدمة عامه
http://sayedo.blogspot.com/2013/07/blog-post_31.html
الصناعة السياسية - المقال الأول
http://sayedo.blogspot.com/2013/07/blog-post_1793.html
واجدد الشكر لكل من قرأ وتابع مقالاتي
شكراً جزيلاً لكم
ولكم ارق تحياتي