الطريق الآخر لحياة أفضل الطريق الآخر لحياة أفضل
recent

آخر الأخبار

recent
الدورات التدريبية
جاري التحميل ...

قصة المهزلة والمعاناة - بقلم السيد صابر

المهزلة والمعاناة

لم يخطئ من قال ان الرغبات هي مصدر الآلام، فما ان اشتعلت نار الرغبة اشتعلت معها نار الحرمان واشتد لهيب المعاناة،
وما ان اشتعلت نار الرغبات حتي تزداد ويزداد معها نار الحرمان، ذلك لان الانسان عندما يحصل علي رغبة تولد له رغبة اخري ويولد معها حرمان جديد وهكذا يظل يدور في سلسلة الرغبات والحرمان
ولا تنطفئ نار الحرمان الا بانطفاء نار الرغبة
ولا تقل المعاناة الا اذا قلٌت الرغبات
هذة هي طبيعة النفس البشرية
وهذة الحقيقة تجعلنا نتسائل عن الوسائل التي تمكننا من التحكم في رغباتنا حتي نستطيع تقليل معاناتنا
ولكن هناك سؤال أهم من هذا يجعلنا نقدٌر خطورة هذا الموضوع، الا وهو
هل يوجد من الناس من يتحكم في رغبات غيره ويجعل رغباتهم هي رغباته او تخدم رغباته هو ؟
هل يوجد من يتحكم في رغبات ومعاناة غيره ؟
في الحقيقة
وللاسف،
يوجد

نعم
يوجد من امتلك المعرفه بذلك واستخدم هذة المعرفة لصالحه
يوجد من يتاجر بجهل الناس ويربح منهم
يوجد من يسوق الناس كالقطيع
علي مستوى السياسة، وعلي كل المستويات الاخرى

ولأن الراعي يوفر للقطيع غذائهم باستمرار
ولأنهم مثل البشر يرضون بالقليل، بل بقليل القليل
اصبح القطيع يثقون في هذا الراعي اكثر من وثوقهم بحواسهم
ولو قام الراعي بقتلهم وتمزيقهم واحد تلو الآخر امام اعينهم لن يتحرك لهم ساكن
اما علي مستوى السياسة فالكلام كثير وهناك الكثير من الكتب تتناول هذة النقطة
هناك الكثير من المعرفة حول هذا الموضوع
لكن،
لمن يريد أن يعرف
فالمعرفه هي مربط الحصان في موضوعنا هذا
فهي الداء وهي الدواء
وهي السلاح وهي الدرع في معركة الحياة هذة

والرغبة في شئ تتطلب معرفة مسبقة عن هذا الشئ
معرفة فوائدة وميزاته
واذا كان لهذا الشئ قدراَ من الخطر سيضعه العقل في منطقة الخطر لكي يتجنبه
 وهكذا تكون المعرفة درعك الواقي من الخطر
ولكن
اذا لم يعرف العقل شيئاً عن الخطر الموجود في ذلك الشئ ؟
ماذا تتوقع
بالطبع لن يتعامل العقل معه علي انه خطر، وسيمر مرور الكرام الي داخل العقل ليستقر الي حيث يريد ان يستقر في العقل بدون فلتره
وبدون تنظيم ويصبح العقل غير منظم وبه شوائب

هذا ان لم ينتبه العقل فقط لخطورة هذا الشئ
مابالك اذا صاحب هذا الشئ تضليل، وقال شيطان لك ان هذا الشئ مفيد وجميل مثلما ضلل آدم ابو البشر؟!
 بالطبع سيكون جهلنا بمعرفة حقيقة هذا الشئ هو السم الذي يقتل فينا التفكير السليم
وكم من عقول مليئة بهذا السم وهذة الشوائب
هذة حقيقة علمية منطقية وكذلك واقعية


ان الجهل بالكثير من الحقائق هو السبب في الكثير من المعاناة
فلنضع هذة القاعدة في الحسبان اذا كنا فعلا صادقين مع انفسنا

واذا كنا فعلا نريد حياة بلا معاناة

اننا اصبحنا في القرن الواحد والعشرين
وتطورت العلوم تطوراً هائلا بحيث اصبح بإمكان العلم قرائة الدماغ قراءة جيدة
وتطورت ايضا فنون التضليل واصبح من السهل الهيمنة علي عقول الناس خاصتاً البسطاء الذين لا يملكون المعرفة الكافية لحمايتهم
وهذا هو سبب الاستبداد والتخلف الذي نعيش فيه في مجتمعاتنا العربية
اذ ان الدولة والنظام هو الذي يمارس التضليل علي الشعب بدلاً من حمايتهم من التضليل
وكذلك تستغل الطبقة البرجوازية اصحاب المال والنفوذ ضعف الشعب من الناحية المعرفية فيستخدمون سلاح التضليل لبيع منتجاتهم
وكثرت الاعلانات التلفزيونية التي تستهدف العقل الباطن للمشاهد وكثرت حيل التلاعب بالعقول في الفن والبرامج التلفزيونية وطبعا المشاهد البسيط لا يدري شيئا عن التلاعب بالعقول ولا يدري شيئاً عن عقله ونقاط ضعفه
وحتي الفن الذي من المفترض ان يعلٌم ويوسع آفاق المشاهد ويغرس فيه القيم النبيلة
فلا تسئل عن هذا النوع من الفن
لأن الفن في بلادنا اصبح جزأ من لعبة التضليل والتلاعب بعقول الشعب
الشعب الذي ينفق وقته وجهده وماله من اجل هذا الفن
انها قصة المهذلة المجتمعية العربية
انها قصة الجهل الذي اصبح اخطر من الوباء


والحل هو المعرفة
لانها الوسيلة الأهم في تقليل معاناتنا
معرفة عصرية تتواكب مع تطور العلوم في كل المجالات
معرفة عبر التخصصية تشمل جميع نواحي الحياة
او علي الأقل معرفة إنسانية تجعل الإنسان يعرف نفسه ويعرف نقاط ضعفه حتي لا يكون فريسة سهله لآكلي عقول البشر
لأن الاشياء التي كانت مبهمة في الماضي لم تعد اليوم مبهمه بل اصبحت فخاخ لكل من لا يعرفها


ان أول أمر إلاهي في القرآن هو ( أقرأ )
وهذا هو سبب تقدم الأمة العربية وازدهارها وقتما احترموا هذا الأمر الإلاهي
اما اليوم
فهناك دراسات تقول ان الفرد العربي لا يقرأ في السنه إلا بضع ورقات في حين يقرأ الفرد الغربي عشرات الكتب


ان المعرفة هي الخطوة الأولي نحو النهضة الحقيقية
ومعرفتنا بمدى جهلنا هي أول خطوة نحو معرفة حقيقية
.
.
.
وشكراً

عن الكاتب

Unknown

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مجلتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المجلة السريع ليصلك جديد المجلة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على زر الميكروفون المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

الطريق الآخر لحياة أفضل