وصلنا لدرجة من التخلف والجهل في العلم والفهم
حتى أصبح الفرق بيننا وبين الغربيين
مثل الفرق بين الإنسان وبين القرد
وحتى الشجاعة عندنا إضمحلت لدرجة اننا لا نستطيع ان نواجه مثل هذة الاقوال
وقد نقبلها ولكن لا نقبلها على أنفسنا ونلقي بها علي الآخرين
فنحن دائماً أبرياء أنقياء وكل فرد يظن أنه فوق الآخرين وأفضل من الآخرين وان كان هناك ثمة تقصير فدائما الآخرين هم السبب
تكبّرنا وتعالينا ونحن أحقر من ان نساوى الآخرين
ولا أحد يريد أن يواجه قبح نفسه
ونظن أن الهروب من قبحنا هو العلاج له
نذهب الي افخم الكافيهات ونرتدي أفضل الثياب ونحرص علي إمتلاك أحدث الهواتف وكل ذلك لكي نرضي غرورنا ونغذي أنفسنا بوهم أننا أغنياء ونخبه وأفضل مما نحن عليه
نزيّف الواقع ونعيش في الزيف
ونظن أن الوهم قد يتحول الي حقيقة، وإذا لم يتحقق فإننا سنصبر وسننتظر!
نتسلح بالصبر من أجل الوهم لا من أجل الحقيقة
وأصبح الوهم في حياتنا اسلوب حياة
حتى أننا أدمناه واصبحنا نتلذذ به
وجعلنا الوهم ننفر من كل حقيقة
ونكذّب كل صادق
جعلنا نحقّر من شأن من هم أفضل منّا حتى نٌحبطهم، وكل ذلك من أجل أن نغذي أنفسنا بالوهم
لا أحد يشجع أحد ولا أحد يتمنى الخير لأحد، لأننا ببساطة نريد ان نرى من حولنا ضعفاء
نريد ان يكون كل من حولنا ضعفاء حتى نشعر بأننا أقوى، ونغذي أنفسنا بمزيد من الوهم
أصبحنا أتعس شعب وأسوأ بلاد العالم ولا احد يريد ان ينظر الي أسباب ذلك
والطريقة الأمثل دائما هي الطريقة الأسهل، وهي أن نٌلقي باللوم علي الآخرين
نختار دائماً الأسهل في كل شيء ولا نختار الصحيح
فالحرية طريقة حياة صحيحة، ولكن الأسهل هي العبودية والإنصياع للصوت السلطوي
والحقيقة طريقة حياة صحيحة، ولكننا لا نريد ان نبذل جهداً في البحث عنها ونختار ما يٌملى علينا ونصدقه
وهكذا تعودنا علي طريقة حياة الضعفاء والعجزه
حتى أننا تنازلنا عن كثير من حقوقنا كبشر
وخسرنا الكثير من مكوّنات الإنسان
حتى اننا بالمقارنة مع من يحققون الغاية من وجودهم الإنساني
أصبحنا مثل القرود
وهذا إعتراف مني بذلك
بقلم .. السيد صابر
التوقيع .. شخص يريد ان يصبح إنسان