الكثير من الشباب وأولهم أنا يعاني لكي يبدأ بالقيام بعمل ما مهم يريد إنجازه، مثل المذاكرة أو كتابة مقال أو تقرير أو قصة في خياله أو أي شيء يريد أن ينجزه، برغم أن الفكرة جاهزه في عقله وربما تكون إبداعية إلا أنه عندما يحاول البدأ في تنفيذها يجد صعوبة كبيرة في ذلك، وهذه هي الهوّة أو العائق الذي يحول بين النظرية والتطبيق، وبين ما نريده وما نحققه، وبين الخطه والإنجاز. لذلك، وبصفتي المدرّب الشخصي لك عزيزي القارئ، سأساعدك في هذا المقال علي تجاوز هذه الهوة العميقة التي تسقط فيها الكثير من الأفكار الإبداعية وتموت قبل أن تري النور، والتي تسقط فيها أحلام الكثير الشباب الطموح والمبدع في مجتمعاتنا.
وسأتخذ مهمة الكتابة هنا كميثال لتطبيق بعض الأفكار التي تساعد في إنجاز أي عمل، وذلك لأن الكتابة من الأشياء التي ينفر منها الكثيرون، وكل الكتاّب يعرفون أن البدأ في كتابة شيء ما ليس بالأمر السهل، وأذكر أن كاتب إنجليزي قال أن الكتابة هي أن تنظر في ورقةً بيضاء إلي أن يتعرّق جبينك، مما يعني أنها تمثّل تحدياً ليس سهلاً، كما أنها من أكثر المهام التي نسوّفها ونؤجلها مراراً وتكراراً وربما إلي الأبد.
واخترت مهمة الكتابة لأنني أشجع عليها لكي نصبح أمة منتجه للعلم وللمعرفة، وكذلك لأنها "ليست سهله"، ولاحظ عزيزي القارئ الكلمات بين العلامة "" حتى تفهم الأساس الفلسفي لهذا المقال.
ولأن المهمة "ليست سهلة" فإن "خيار" البدأ في هذه المهمة يكون أمراً "صعباً" بالنسبة لمعظم الناس، ولأن عالمنا اليوم ممتلئ بقوائم الخيارات المفتوحة فإن الأمر يزداد صعوبه، إذ يتعين علي الإنسان أن يتخلّى عن كل تلك الخيارات السهلة والمغرية له ويضحّي بها في سبيل القيام بعمله الذي يريد إنجازه.
وهذه هي المشكلة، إذ يقف الإنسان في مفترق طريقين، الأول هو طريق "الخيارات المتعددة السهلة المغرية" والآخر طريق "الخيار الصعب" الذي يؤدي إلي هدفه. ومن هنا تنشأ معاناتنا لبدأ العمل الذي نريد إنجازه، وحتى إذا بدأنا فإننا سرعان ما نقف في أول الطريق أو في منتصفه، وذلك بسبب قوة الإغراء والجذب للخيارات السهلة، ودعني أخبرك أنه لا توجد قوة في هذا العالم تفوق قوة الإغواء، فهل نجحت في أن أضع يدك علي المشكلة عزيزي القارئ ؟ .
وهذه هي المشكلة، إذ يقف الإنسان في مفترق طريقين، الأول هو طريق "الخيارات المتعددة السهلة المغرية" والآخر طريق "الخيار الصعب" الذي يؤدي إلي هدفه. ومن هنا تنشأ معاناتنا لبدأ العمل الذي نريد إنجازه، وحتى إذا بدأنا فإننا سرعان ما نقف في أول الطريق أو في منتصفه، وذلك بسبب قوة الإغراء والجذب للخيارات السهلة، ودعني أخبرك أنه لا توجد قوة في هذا العالم تفوق قوة الإغواء، فهل نجحت في أن أضع يدك علي المشكلة عزيزي القارئ ؟ .
ان الإنسان يميل إلي "الهروب" من الإختيارات الصعبة، وبالنظر إلي عدد الإختيارات السهلة في عصرنا فإنه يجد نفسه في مواجهة القوة الجبارة للإغواء الذي يحول دون الوصول لأحلامه.
وذلك لسبب بيولوجي هو أن الدماغ البشري يفضّل الأسهل دائماً، ولكن الذين "يؤمنون" بأنهم مميزين ولهم دور "مميز" في هذه الحياة هم وحدهم الذين يقبلون هذا التحدي،ويقدرون علي تجاوز ذلك العائق اللزج.
وذلك لسبب بيولوجي هو أن الدماغ البشري يفضّل الأسهل دائماً، ولكن الذين "يؤمنون" بأنهم مميزين ولهم دور "مميز" في هذه الحياة هم وحدهم الذين يقبلون هذا التحدي،ويقدرون علي تجاوز ذلك العائق اللزج.
وقبل أن أساعدك يجب أن تعرف دورك وما عليك فعله، وهو أن يكون لك رسالة مميزه في هذة الحياة، وأن تؤمن بها، وأن يكون إيمانك حقيقي لأن مع الإيمان ستجد القوة التي تجعلك تتجاوز كل الصعاب، وإتباع الحق هو أفضل مرشد لك في رحلتك للبحث عن الإيمان.
والإيمان لا يعني مجرّد الإعتقاد بالشيء، فقد تعلّمنا من ديننا أن الإيمان هو تصديق بالقلب وقول باللسان وعملٌ بالأركان، ولا شك أن الصعوبة تكمن في الشرط الأخير، وعلينا أن نواجه هذه الصعوبه لكي نحظى بشرف الإيمان وبالقوة العظيمة للإيمان. وأنت الآن عزيزي القارئ تعرف المشكلة، وعلماء الإدارة يقولون أن معرفة المشكلة نصف الحل.
والإيمان لا يعني مجرّد الإعتقاد بالشيء، فقد تعلّمنا من ديننا أن الإيمان هو تصديق بالقلب وقول باللسان وعملٌ بالأركان، ولا شك أن الصعوبة تكمن في الشرط الأخير، وعلينا أن نواجه هذه الصعوبه لكي نحظى بشرف الإيمان وبالقوة العظيمة للإيمان. وأنت الآن عزيزي القارئ تعرف المشكلة، وعلماء الإدارة يقولون أن معرفة المشكلة نصف الحل.
إننا جميعاً نميل لتأجيل الأشياء لأنها إما صعبة وإما تحتوي علي أشياء صعبة وإما أنها تمثل لنا خياراً صعباً وإما لأننا عالقون في إغواء أشياء أخرى. وهذا التأجيل أو التسويف يدفعنا لتضييع الكثير من الوقت في أشياء تافهه في حين أننا مطالبون بإنجاز أعمال مهمه من أجل مستقبلنا. أظن الطلبه يفهمونني جيداً.
فإذا كنت تعاني من التسويف والتأجيل المستمر لأعمالك، دعني أولاً وقبل أن أقترح عليك بعض الأفكار الفعالة التي تساعدك علي التخلص من هذا التسويف أو التقليل منه أن أخبرك أن التسويف يتخذ شكلين، إما تأجيل البدأ في المهمة وإما تأجيل إنهاء المهمة، ودعني أيضاً أنقل لك هذه المقوله للفيلسوف ويليام جيمس حيث يقول " لا شيء أكثر إرهاقاً من التعلّق للأبد في مهمة لم تنته".
والأفكار التالية ستساعدك إن شاء الله علي التخلص من التسويف، وهي ليست كل شيء بل هي جزأ من 100 فكرة موجوده في دورتي التدريبية التي بعنوان "التحفيز الذاتي الفوري" وان شاء الله سأحاول أن أضع لك باقي الأفكار في مقالات قادمه. ولا تنسى أننا نتخذ الكتابة هنا كمثال فقط للتطبيق عليها.
1_ أعترف بعجزك: بمعني أن تعترف بأنك مسوّف وعاجز عن البدأ في المهمة، فالإعتراف بالمرض هو أول سبيل العلاج، كما أن الإعتراف بالعجز يجعلك منفتحاً علي نوع جديد من القوة ومستعداً لإستقبالها، وكذلك فإن الإعتراف بالعجز يجعلنا نغلق الباب أمام مبررات الفشل التي تخدعنا بها عقولنا، اعترف ياصديقي وأصرخ ان أستطعت ذلك، قل أنا (فلان) عااااجز عن بدأ مهمة (كذا) وأنا معترف بعجزي.
2_ تخيّل النتيجة النهائية: بمعنى أن تتخيل نفسك وأنت تكتب الجملة الأخيرة، وهذه الفكرة مبنية علي قانون من قوانين العقل هو أن العقل لا يفرّق بين الحقيقة وبين الخيال، وبمجرد تخيّلك لأمر تُريد فعله يقوم عقلك بتسجيل التجربه بداخله كما لو أنها حقيقية، وهذا الأمر له فوائد كثيره منها أنك تتهيأ نفسياً لفعل المهمة التي تخيلتها وتشعر بأنها أصبحت "أسهل"، مما سيشجعك علي "البدأ" فيها فوراً، كما أن عقلك الباطن سيبني أفكار أخرى علي أساس هذه التجربة، ولأن الأفكار هي التي تسبب المشاعر فإن مشاعر القلق و"الخوف" من عدم إنجاز المهمة ستزول مما سيزيد من سهولة المهمة وإغرائها لك، فلما لا تبدأ الآن بتخيل نفسك تنهي مهمتك ؟.
هناك أساليب وأنواع للتخيل لا يتسع المجال هنا لشرحها ولكن أكثرهم فعالية هو ما يستخدمه الأبطال الأولومنيين الذين كانوا يتخيلون كل حركة وكل قفزة بالتفصيل "مراراً وتكراراً"، وكلمة السر هنا هي "التكرار" لأنه يعمل علي إغراق الفكرة في أعماق العقل الباطن، كما أن تخيّل التفاصيل يزيد من جودة التخيل، ويفضل أيضاً إغماض العين.
3_ رتب مكانك: مكتبك أو مكان عملك، باختصار إجعل مكانك يعكس الكيفية التي تريد أن تكون عليها حياتك، ولا تكتفي بترتيبه مرة واحدة ثم تتركه فترة بعد ذلك بل رتب مكتبك بعد كل عمل تنهيه، لأنك عندما ترتب مكتبك تضطر تلقائياً إلى "إختيار" ما ستعمل على إنجازه بعد ذلك، وكما شرحت لك فإن "الإختيار" جزأ من المهمة، ولأن كثير من الناس يفضلون عدم الإختيار بسبب "خوفهم" من المجازفه، وبهذه الطريقة ستتجاوز مرحلة الإختيار "حتى ولو كان صعباً"، بدلاً من تأجيله والتهرب منه.
ولا تحتفظ علي مكتبك إلا بالأدوات التي تستخدمها فقط وتذكر أنه ليس مخزن للأدوات، وحتى الأدوات التي تستخدمها من حين لآخر أحتفظ بها بعيداً عن مكتبك، ومرّن نفسك ياصديقي علي التغلّب على التسويف كلما احتجت إليها وتحرك من أجلها.
إذا رتّبت مكانك سواء كان مكتبك أو غرفتك أو بيتك أو سيارتك أو ملفات حاسبك أو بريدك الإلكتروني فإنك بهذا ترتبت أفكارك، لأن الترتيب يجعلك تحدد أولوياتك وتتخلّص من الأشياء الزائدة التي تشوش علي تفكيرك بشكل ما، والقاعدة هنا أنه كلما قلّت الأشياء في حياتك زادت سيطرتك عليها.
4_ اصنع مخطط: بمعني أن تحدد أفكارك وهي الخطوط العريضة التي تريد الكتابة عنها، وهذا معناه أيضاً أن تضع خطه لهدفك، فأي مشروع مهم يسبقه ما يسمى بـ "مخطط المشروع" وفي هذا المخطط يتم تحديد الخطوات والتسلسل الزمني للأحداث، وعدم وجود هذا المخطط هو ما يشكل عائقاً كبيراً امام البدأ في المهمة، فقبل أن تبني بيتاً لابد أن تحدد مساحته وعدد الغرف وهكذا وبدون هذه التفاصيل سيكون "البدأ" في البناء أمراً صعباً وكذلك "الإنتهاء".
5_ واجه مباشرةً: بمعني أن تواجه مشكلة التسويف فتتفحص أسباب تسويفك، هل هو "الخوف" من التغيير أم الخوف من نقد الآخرين أم الخوف من المجازفه ومواجهة المجهول أم الخوف من الفشل في المهمة أم ربما الخوف من النجاح الذي سيخرجك من منطقة الراحة القاتلة التي أعتدت عليها، وقد يكون من الأسباب أيضاً السعى نحو الكمال ذلك السراب الذي يسعى إليه الكثيرون.
وإذا كان أحد هذه الأسباب هو الذي يمنعك من البدأ فابحث عن السبب وراء هذا السبب، فما هو سبب هذا الخوف؟، أفعل هذا في جلسة تأمل لذاتك ولا تتعجل النتيجه فإذا لم تكتشف السبب في الجلسة الأولي فستكتشفه في الثانية.
واسمح لمنفسك بالخطأ وبأن تبدأ بدايات ضعيفة ثم استمر، ستجد نفسك تسير ببطأ في البداية مثل القطار في بداية تحرّكه، ولكن ما أن يبدأ القطار في الحركة، تزداد سرعته شيئاً فشيئاً ولا يستطيع أحد بعد ذلك أن يوقفه.
أتمنى أن تطبّق هذه الأفكار يا صديقي، وتذّكر أن تضع لنفسك رسالة مقدسة، وأن تبحث عن إيمانك، وتذكر أياً أن هذه الأفكار متعلّقه بمستقبلك ولا شيء أهم من ذلك.
انطلق، أحلم، انجز وحقق أحلامك، لتترك بصمتك علي هذا العالم.
انطلق، أحلم، انجز وحقق أحلامك، لتترك بصمتك علي هذا العالم.
شكراً علي القراءة
وأرجو مشاركة المقال مع أصدقائك
بقلم
السيد صابر
أستاذ الفلسفة وخبير التنمية البشرية
وأرجو مشاركة المقال مع أصدقائك
بقلم
السيد صابر
أستاذ الفلسفة وخبير التنمية البشرية