أبوبكر الديب : الرؤية الإصلاحية للشيخ صباح أحدثت نهضة اقتصادية كبري
في واحد من أصعب الأوقات التي مرت بالشعب الكويتي الشقيق، تولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قيادة الدولة الكويتية، واستطاع بفضل الله ثم بفضل حكمته ورجاحة عقله وبصيرته أن يعبر بالبلاد الي بر الأمان في خضم الأمواج العاتية التي مرت بالمنطقة.
وبعد حكم استمر 14 سنة، عُرف خلالها بالحكمة، في معالجة القضايا الإقليمية والدولية، ودخل كوسيط في العديد من النزاعات الأهلية والدولية رحل عن دنيانا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن عمر 91 عاماً.. فقد توفى بعد مسيرة حافلة بالعطاء أثرت في العالمين العربى والإسلامى وكذلك الدولي.
ارتبط اسم الأمير الراحل، بخفض الأزمات الدولية واتباع سياسة الحياد الإيجابى والحلول الدبلوماسية الهادئة، وكان يأمل دائمًا عودة الأمة العربية إلى سابق مجدها ووحدتها.. ونالت هذه السياسة احترام العالم أجمع، وأطلق عليه أمير الانسانية وشيخ الدبلوماسيين العرب، وعميد الدبلوماسية العربية، وقائد العمل الإنساني، كما أنه حمل وسام الاستحقاق الأميركي الذي منحه إياه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
الشيخ صباح الأحمد، كان الأمير الخامس عشر لدولة الكويت، والخامس بعد استقلال بلاده في عام 1961.. تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، ودخل العمل السياسي والشأن العام عام 1954 كعضو في اللجنة التنفيذية العليا، وهي بمثابة مجلس الوزراء، ثم عين رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعضوا في مجلس الإنشاء والتعمير في عام 1955.. قبل أن يتولى وزارة الخارجية في عام 1963 حتى 1991.
وكان صباح الأحمد أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة بعد قبولها انضمام الكويت في 14 مايو 1963 في عضوية المنظمة لتصبح بذلك العضو رقم 111، وأسهمت الخارجية الكويتية تحت قيادته بجهود وساطة لحل قضايا متعددة قي العالم العربي والاسلامي.
40 عاما شهد فيها الشيخ صباح على أحداث تاريخية كبرى في بلاده والمنطقة والعالم حتى لُقب بشيخ الدبلوماسيين العرب وعميد الدبلوماسية العربية والكويتية حينها.. وفي 1992، تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب وزارة الخارجية، وشغل كذلك منصب وزير الإعلام لفترات مختلفة حتى أصبح رئيس وزراء الكويت في 2003، وأمير الكويت في يناير 2006، وكان بذلك الأمير الثالث الذي يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في تاريخ الكويت.
شهدت البلاد في عهده نهضة تنموية بمختلف المجالات، وتحولت الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي.
وبسبب الرؤية الإصلاحية للحكومة الكويتية، بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، دخلت عدد من المشروعات في مجال إنتاج النفط وتكريره حيز الإنتاج ، باستثمارات ضخمة، فضلاً عن إجراء إصلاحات مالیة وهيكلية متدرجة، لتقلیل اعتماد الكویت على النفط، وزیادة المدخرات الحكومیة، وخلق المزید من فرص العمل في القطاع الخاص ما أدي الي ارتفاع معدل نمو الاقتصاد الكويتي ونمو الناتج المحلي الحقیقي للقطاع النفطي، بشكل كبير.
وكان أمیر الكويت الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يدعو دائماً الحكومة ومجلس الأمة إلى استكمال وإنجاز وتنفیذ القوانین وبرامج الإصلاح الاقتصادي، التي تهدف إلى تنویع مصادر الدخل، وخلق فرص العمل المنتجة للشباب؛ وتسهم في دفع عجلة التنمیة.. وهذا الازدهار سيستمر باذن الله مستقبلا في ظل الأمير الجديد.
وفي الأخير نعزي أهلنا في دول الكويت حكوم وشعباداعين المولي سبحانه وتعالي أن يرحم الفقيد وأن يوفق أمير البلاد الجديد، ويحقق للشعب الشقيق النهضة والتنمي والسلام.