لماذا لا نسخر من أنفسنا ؟ .. مقال 30 يونيو
لماذا لا نسخر من أنفسنا؟ هل لأننا راضين تماماً عن حالنا؟ أم لأننا لا نُخطأ علي الاطلاق؟ أم لأننا نعيش في عالم تتحقق فيه كل أحلامنا؟ بالتأكيد لا. إذاً لماذا لا يسخر الرئيس والوزير والمدير والغفير والفرد والمجتمع من نفسه؟
السخرية من الآخرين حرام، ولكن هل السخرية من أنفسنا حرام؟ بالتأكيد لا. إذاً لماذا لا يسخر الأزهر من نفسه؟ والسياسة، والدين، والفن، والإعلام، والثقافة، والتعليم، والصحة، والمحليات، والصناعة، والزراعة ..وإلخ، هل كل شيء على ما يرام؟!
أننا لا نسخر من أنفسنا لأننا لم نصل بعد إلى مستوى من الثقة بالنفس يجعلنا قادرين على أن نسخر من أنفسنا. وما يجعلنا نرفض فكرة السخرية من أنفسنا هو ذلك الضعف والكسل والفشل الذي نتستر عليه ونخفيه عن الآخرين، ونظن أن بإخفاء ضعفنا سنصبح أقوى، وبإخفاء فشلنا سنصبح أنجح. أليس هذا هو الوعي الساذج؟
المشكلة أن هذا الوعي الساذج هو المسيطر في مجتمعنا، وهذا ما أفسد المعايير والقيم حتى أصبحنا لا نستطيع التفرقة بين ما هو بقيمة الذهب وما بقيمة الصفيح. وعندما يظهر من يسخر من حالنا و يواجهنا بالحقيقة فإن الجميع يتهمه بالجنون أو الأخونة أو الإرهاب المهم أن ننفيه هو والحقيقة خارج مجتمعنا حتى يخلو لنا الجو لنرقص مع فشلنا وخيبتنا رقصة <<الخيبة التقيلة>>.
إن مجتمعنا أصبح مناخاً مربياً للضعف العقلي والفشل والكسل بفضل نخبة من الإعلاميين والمثقفين والسياسيين واللاهوتيين الضعفاء الذين نقلوا عدوى فشلهم وكسلهم إلى الجمهور، وأصبحوا عنواناً لمصر أم الدنيا ! فالاعلامي صاحب التفكير المريض ينقل للمشاهد طريقته في التفكير، ويدافع عن السياسي الكسول الفاشل، ويستضيف المثقف الإمّعة ليعلّم الناس الوعي الساذج، والجميع منسجم ومتناغم مع بعضه، ولا أحد يسخر من نفسه وكأنهم ملائكة !
اسخروا من أنفسكم. ان مصر القوية هي التي تستطيع أن تسخر من نفسها.
بقلم
سيد صابر
أستاذ الفلسفة وخبير التنمية البشرية
بقلم
سيد صابر
أستاذ الفلسفة وخبير التنمية البشرية
مقتطفات المقال:
السخرية من الآخرين حرام، ولكن هل السخرية من أنفسنا حرام؟ بالتأكيد لا. إذاً لماذا لا يسخر الأزهر من نفسه؟
لماذا لا يسخر الرئيس والوزير والمدير والغفير والفرد والمجتمع من نفسه؟
ان مصر القوية هي التي تستطيع أن تسخر من نفسها
إن مجتمعنا أصبح مناخاً مربياً للضعف العقلي والفشل والكسل بفضل نخبة من الإعلاميين والمثقفين والسياسيين واللاهوتيين الضعفاء الذين نقلوا عدوى فشلهم وكسلهم إلى الجمهور
أننا لا نسخر من أنفسنا لأننا لم نصل بعد إلى مستوى من الثقة بالنفس يجعلنا قادرين على أن نسخر من أنفسنا
فالاعلامي صاحب التفكير المريض ينقل للمشاهد طريقته في التفكير، ويدافع عن السياسي الكسول الفاشل، ويستضيف المثقف الإمّعة ليعلّم الناس الوعي الساذج، والجميع منسجم ومتناغم مع بعضه، ولا أحد يسخر من نفسه وكأنهم ملائكة !
ونظن أن بإخفاء ضعفنا سنصبح أقوى، وبإخفاء فشلنا سنصبح أنجح. أليس هذا هو الوعي الساذج؟